“البناء يتحول” في السعودية.. تقنية البناء تقود تنمية المستقبل
“تقنية البناء” لوقت قريب لم يكن هذا المصطلح من المصطلحات الشائعة الاستخدام على الصعيد العربي والإقليمي، ولكن مع الطفرة التكنولوجية والتنموية في محيطنا الإقليمي في الفترة الأخيرة، ازدادت وتيرة استخدام هذا المصطلح الذي يشير إلى تحويل الجهد المبذول في عملية البناء التقليدي إلى المصنع بدلا من موقع البناء، ليشمل أنماطا عديدة منها ما يتم استخدامه بالفعل منذ عقود، مثل المباني مسبقة الصنع،
والوحدات الجاهزة وغيرها، ومنها ما تجري التجارب حوله لتطويره باعتماده تقنية مستقبلية يجري تطويرها مثل تقنية البناء بالطباعة ثلاثية الأبعاد. وفي السعودية والإمارات تطالعنا الأخبار بين الفينة والأخرى بجهود جبارة في هذا الاتجاه لعل من أبرزها قيام المملكة العربية السعودية بأول تجربة ناجحة للبناء باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد أواخر العام 2018م.
وليست التجارب وحدها محل إثارة الاهتمام بقدر التخطيط الاستراتيجي طويل المدى لتطوين هذه الصناعة في السعودية على سبيل المثال من خلال إنشاء هيئة حكومية منبثقة من رؤية السعودية 2030 ومبادراتها وبرامجها وتوفير كافة الإمكانات المادية والمعنوية لها لتحقيق الريادة وتحفيز القطاع الخاص والمستثمرين
المحليين والدوليين والمواطنين للإقبال على هذه الصناعة عرضاً وطلباً، بالإضافة إلى الخطط المستقبلية التي تستهدف الاعتماد على تقنية البناء في مشاريع الإسكان في السنوات الخمس القادمة بنسبة لا تقل عن 50%. “البناء يتحول” في السعودية هذه العبارة ليست من قبيل المبالغة فوفقا لصحيفة صدى الإلكترونية السعودية تستعرض “مبادرة تحفيز تقنية البناء”
هي الجهة الحكومية المنوطة بتحفيز صناعة تقنية البناء خدماتها وبرامجها من خلال معرض (سكني المركز الشامل) التابع لوزارة الإسكان، تحت شعار “البناء يتحول” عبر جناح دائم مخصص للتعريف بتقنيات البناء وما تقدمه المبادرة من دعم للمستثمرين في القطاع وتحفيز المطوريين العقاريين، ويقدم جناح المبادرة لزواره رحلة تثقيفية تفاعلية لرفع الوعي لدى الزوار عن تقنيات البناء ومميزاتها وما تم انجازه من مشاريع وكذلك يقدم تعريفاً عن تقنيات البناء المستقبلية.
وفي المعرض الذي يضم أكبر عدد من مشاريع البناء ويهدف ليكون المنطلق الرئيسي للمولين والمطورين العقاريين والجمهور بحيث يسهل عملية تطوير البناء في السعودية، تعمل المبادرة على زيادة الوعي بدور التقنيات الحديثة في البناء،
بالتوازي مع جهودها على الأرض الهادفة إلى المساهمة في زيادة إنتاجية مصانع تقنية البناء وتطوير الصناعة على المستوى المحلي في المملكة وتعزيز جودة الوحدات السكنية وتنفيذها في وقت أقل بحيث تكون عدد الوحدات المنتجة سنويا كبيرا ويلبي إحتياجات السوق، بما يخلق فرص تنافسية واعدة ويوفر فرص عمل للسعوديين. وهنا يبرز السؤال الأهم ما موقع تقنية البناء من المشاريع
العملاقة الرائدة التي تجري الآن في مصر في المدن الجديدة على وجه التحديد مثل العاصمة الإدارية؟
والعلمين الجديدة؟ والمنصورة الجديدة؟
خصوصا وأن الاعتماد على تقنية البناء يوفر الكثير من المزايا في مقدمتها عامل الزمن والجودة والاستدامة، اعتقد أننا نحتاج إلى الاطلاع تجارب الأشقاء بتعمق للاستفادة منها وسد الفجوة الحالية.